السبت، 5 نوفمبر 2016

الشاعر إياد شاهين ..


إياد شاهين المولود في «عين فيت» في الجولان السوريّ عام النكسة، هو طبيب الأسنان، الذي حينَ سُئلَ عما يجمعُ طبّ الأسنان بالشعر، قال: «أنا طبيب أسنان، يعني أنني على تماس يوميّ مع أمرينِ في منتهى القسوة: الألم، والفقر!».
نورد بعض من قصائد الشاعر إياد شاهين التي جمعها في ديوان بعنوان ( كورتاج ) :

*****************

وارسم


وارسمِ الوردةَ أجملَ منها
أهذه كل النجومْ
والمسافاتُ التي بين النجومْ
لماذا ليس فيها نجومْ؟
الشمعةُ التي أنهيتَ رسمَ دموعِها
على ضوءِ شمعةٍ أقصرَ منها
أينَ آثارُ الأظافرِ والأسنانِ عليها
هناك بينَ العشبِ لماذا أنقصت عشبة
وارسمْ خيطَ لعابِ الذئبِ في العتمهْ
لن يراهُ أحدْ
ارسمهُ بحيثُ لا تراهُ أنتَ أيضاً
الجبلْ...
مرةً أخرى أينَ القِدرُ الأسودُ
الذي تركناهُ في الكهفْ
هيا ارفعِ الوحلَ
أكثرَ إلى عقدِ المرأهْ
كي تنزلَ كفيها عن الحلمتين
لا تضعْ قرميداً على السطحِ
وإذا كنتَ تعرف أنْ ترسمَ شمساً
فاتركها تغيبُ وراءَ الجدارِ
الذي أخفيتَ بهِ النافذهْ
إنه يقهقهُ خلفَ الزجاجهْ
ألم ترَ أن ضرسَهُ تؤلمهْ
ألمْ ترسمْ حريقاً في حياتِكْ
لونُ الحريقِ أسود
وليس برتقالياً
أهكذا يُرسمُ الغبارْ
ألم يتركِ الليلُ آثاراً على الثلجِ الخائفْ
إنها قطعةً منْ مزهريهْ
لا ما تبقى من الخابيهْ
لأنها لا تشبه الوجنهْ
بل الخاتَمْ
وارسمْ عودَ ثقابٍ مبللاً
وثقباً في جناحِ النسرِ
كي تنظرَ السماءُ منهُ
ضعِ اللثامَ على وجهِ الضحيّهْ
لا على وجهِ القاتلْ
لماذا تريدُ أن ننتهي منْ رسمِ اللوحهْ
هلْ تريدُ أنْ تمزّقها
أم تُعطيَها لأحدٍ تحولُ ألوانها بنظراتِهْ
أَنزلها كلّ صباحٍ
عن الجدارِ الذي رسمَته لها
زدْ غيمةً هنا
امحُ مخلبها هناكْ
وامسحْ جزءاً من المقبرةِ
باللونِ الأزرقْ
ضمّدْ جناحَ العصفور وساق الغيمهْ
ربما تراهما في الصباح التالي
يحلقان عالياً في السماءْ
ارسمْ.. وارسمْ
ولا تتركْ أحداً تحتَ الإطارْ


*****************



أنواع السفن


سفنٌ تتمرى
تتعرى للبحر الراكع بينَ يديها
سفنٌ تتقرّى وجهَ الريحْ
تحكي للقاعِ
عنِ القاعِ القابعِ في الأعلى
تحكي عنْ وحل بينَ سمائين
وتبكي دلفينَ الحُب
وتبكي مطراً في الملحِ
وأحلاماً غرقتْ في الصحراءْ
سفنٌ غرقى كالماءْ
تطفو... يصدِمها الميناءْ

ملّها الكنز الدميمْ
ملّها ظلُّها
منْ لها الآن
غير رملٍ قديمْ
سفنٌ كالموجهْ
تلهو بالريحِ وبالصخرهْ
سفنُ تحت ظلالِ المالْ
موجاً لا يعرف معنى الحفرهْ
سفينةٌ حمّلتْ شاطئاً
ودارتْ تسألُ الماء عنهُ
وتسألُ غيماً يشبهُ النورسَ
تسألُ البرقَ طعنَتَهُ الخاطفهْ
تسألُ الغبارَ في قبوِها
والجبلَ الجليديَّ الرجيمْ
وتسأل العاصفهْ
سفنٌ منْ ورقْ
ما لهُ النهرُ
بضفّةٍ واحدةٍ مستديرهْ
ملساءَ ملساءَ
كبسمةِ الطفلِ
الذي يلهو بما صنعت يداهْ
من صفحةِ النحوِ الأخيرهْ
سفنٌ صغيره
ولا ماءَ إلّا على وجنتينْ
خلفَ واجهةٍ زجاجيهْ
مالحٌ أيضاً
والزجاجْ
رمل كالشواطئْ
يبدو أنها سفنٌ مرافئْ
سفنٌ في آخرِ العمرِ
كما كانَ يمكنُ أنْ تكونْ
خشباً للمدافئْ
سفنٌ حديديهْ
الأرضُ تطفو
والسماءْ
تغرقُ في السماءْ
سفنٌ كي نعودْ
سفنٌ كي نموتْ
سفنٌ لا تعرف الفرقَ
بينَ المدى والمياهْ
سفنٌ أورقتْ
سفنٌ أرّقتْ ريحها ونامتْ
سفنٌ حاولَتْ أنْ تجففَ بالشراعِ مياهَها
سفنٌ بلا جدوى كي تثقبَ الماءْ


*****************



هكذا

 

هكذا أحبَبْتكِ
كتمثالٍ ينزف في ساحة المدينهْ
كالجراحِ المرسومةِ على الغيومْ
كسيفٍ ينزفُ في متحفْ
هكذا أحببنكِ
العالمُ المأجورُ مختبئٌ خلفَ الستارهْ
وأنا أبحثُ عنْ يومٍ قديمٍ
ضائعٍ بين الأمنياتْ
كخاتمِ الأميرهْ
كمطرِ المقابرْ
ومثلما يبزغُ برعمٌ
تنهضينَ من نومي
عاريةً كطعنهْ


*****************

هيَ


هيَ للذي سلّمها للأساورْ
رمى الدمعَ بالبردِ الملونِ واشتهاها
هيَ للذي مرَّ منها
عدّها صدفةً
عدّها بين المشاويرْ
هي للذي
عدّها لليلةً
سَلّماً
هيَ للذي يملؤها وينكؤها وينساها
هي للذي باعَ الحقيقةَ واشتراها
هيَ للذي عدّها ودَعاها
ليستْ لنا
ليستْ سوى ضلعِنا في الوحلِ
ليستْ لنا
لمْ نَدْعُها قمراً
ولمْ نذرف مراياها
نحنُ موتاها ومأواها
ماؤها الكليُّ
سُؤلاها
لمْ نُعطها قَدَراً
ولمْ نصنعْ خطاياها
ليستْ لنا
هيَ للذي مرَّ منها ورماها



*****************


الجنود دائماً


عادَ الجنودُ إلى المساءْ
كتبوا رسائِلهَمْ إلى طرفِ السريرْ
خانوا أراملهمْ
بالوا على دمهمْ
ثم عادوا سالمينْ إلى المقابر

عادَ الجنودُ...
عادوا إلى الموتِ القديمْ
الوحلُ أزرقُ
والسماءْ
مضمدةٌ بالغيومْ
والأفقُ يلمعُ كالسوادْ
مطراً وغابهْ
حاولوا أنْ ينهضوا
غيرَ أنَّ الأرضَ
حطّتْ على دَمِهِمْ قليلاً
ثم طارتْ كالذبابهْ


*****************

لا وقت


لا وقتَ غيركِ
أتركُ رايةَ القتلى على القتلى
أهتمٌّ بالرّفِّ الجديدِ على الجدارْ
لا وقتَ غيركِ
سوفَ أسعلُ ثمَّ أسألُ عنْ تجاعيدِ السريرْ
أينَ خبّأتِ الهواءْ
أينَ خبّأتِ المساءْ
أنامُ حتى ألتقي بوسادتي
بصوتِ شعركِ في الظلامْ
بطحلبِ الكلامْ



*****************



كنا


الوقتُ غيبٌ والشوارعُ لا تسيرْ
جَلَستْ على صمتِ الغدِ امرأةٌ
فلمْ نجد البداية والغروبْ
أرجعينا يا غيومُ إلى الشمالْ
لمْ نكنْ أملاً لصوتٍ
أو مكاناً للحنين
بُقعاً على هذا السراب
كنا بلاداً تتقنُ الأسرى والنوافذْ
سامحينا يا عتيقةُ
فالدمُ كالشوارعْ
لم نكنْ نعرفُ الفرقَ بينَ المغني والربابةِ
والقتيلهْ
لم نكنْ
نعرفْ الأسماءْ
لم نجد
مفرداً للشَّعرِ
كل شيء كان ليلى
تمضغُ الصحراءْ
ترتدي فيءَ السحابةِ
ثم تجري كالجواري


 *****************

نحن


قطاراتُ الشمالِ ينساها الشمالْ
تذكّرتْنا نجمةٌ تموتْ
غيمةٌ في الرمالْ
في آخر الحزنِ
وسدّتَنْا جِسْمَها موجةٌ
وغطّانا المحالْ

كنّا هنا
قُربَ هذا القَرَنْفُلِ
مَقْبرةً أو سؤالْ
كنّا هنا
توابيتَ أحلامِنا
يُصدقّنا ليلنا
ويتركُنا ظِلّنا
شارِعاً في الخَيالْ

 *****************



النهر


استيقظَ النهرُ فَلَمْ يَجِدْ ضَفّتيهْ
ولمْ يجدْ غرقى لديهْ
ولم يجدْ ورقَ السفينهْ
كانَ حُلماً إذاً
وتابعَ الشارعُ اسفلتهُ في غبارِ المدينهْ


 *****************

 زلّت قدم الضفة؛
سقط النهر

 *****************

أحبّك


مرّت خَيولٌ وعبّتْ
منَ النهرِ وجهَ القمرْ


 *****************

لا يوجد أجمل منكِ
غيركِ في الذاكرهْ


 *****************

 هبَّ الزمانُ
على الشموعْ

 *****************

من يريد أن يصبح مركزاً
لن يعرف شيئاَ عن المحيط


 *****************

الذي أطفأ الشموع ليس الهواء بل الكهرباء

 *****************

يقول السراب:
أنا أيضاً كنتُ أظنُّ
أنني سأبلل الرمال والهواء


 *****************

يقول الصوت: لن أدخل هذا المكان
حتى يخرج الصمت منه


 *****************

شهداؤنا همْ كلّ ما جمعَ
الخليفةُ
مِنْ غنائمْ


 *****************

ما تزالُ المسافةُ بينَ
الضّفتين بعرضِ النهرِ تماماً


 *****************


وصف الحادث


انتهتْ طُرُقَاتي
عظمةً في ترابكْ
انتهتْ طَرَقاتي
صِرتُ مِقبضَ بابكْ
غيرتّني عودةُ الموجِ
وطميُ سرابك


 *****************

آخرُ ما توقّعَهُ الشارعُ
هو أن تصدِمَه الحافلهْ


 *****************

الخرابة


نافذةٌ وبابْ
متقبلانِ بلا ستائرَ أو ثيابْ
لولاهما سقطَ الجدارُ على الجدارْ
في هذا الغيابْ

نافذةٌ وبابْ
متقابلان
إذا مرّتِ الريح منها
دَنا منْ ظلّه المثقوبِ
إذا مرّاِ الريحُ منهُ
ارتمتْ
وذابْ
نافذةٌ وبابْ
وتزدادُ الخطى إذا اقترب الغيابْ

 *****************

موت ليلى مراد


صَمَتَ سعالُها إلى الأبدْ
لم يعدْ ثمةَ أسرارْ
أو رجال يحتفظونَ بقبلٍ قديمهْ
لم يعد ثمة كلمات تشبهُ الحبَّ
لم يعدْ للثيابِ صوتُ الالتفاتهْ
أو مخيلةُ الماءْ
لم يعدْ للزائر الممدِد على الدّرجاتْ
طعمُ منتصفِ الليلْ
أو رائحةُ الأساورْ
سيارةٌ مسرعةٌ
يسقطُ بَعدها ضوءٌ من النافذهْ
مطر مترددٌ على شارعِ البحيرهْ
قمرٌ في المستنقعْ
لم يعدْ يرى صورتهُ في السماءْ


 *****************


 صفحته الشخصية على فيس بوك:
https://www.facebook.com/Eyadshaheen67/

كتب الأستاذ ممدوح السيد


سحرك لا ينسى

سحرك لا ينسى، ومزاريب الماء تعطي للمكان طمأنينته وسكينة في النفوس ، الليل الصامت إلا من نقيق الضفاضع يخبرك بروعة المكان وقدسيته.
جلست أتأمل المكان وأتعبد في محرابه ، أتلمس نسيمات قادمة من بساتينها الغنّاء ورياحينها المنتشره في كل مكان.
 أنا أعرف بوحها وأسمعه وهي تعرفني، بهجة ساحة العين المعهودة لا تزال كما هي، وهي التي كانت الحاضنة لأهل قريتي بالسرّاء والضراء، هنا كانت تعقد حلقات الدبكة والفرح يملأ المكان، وتتسابق الصبايا على حلقاتها، وكل عشيق يبحث عن عشيقته والصبايا يتهامسن برقة وحياء، وعيون العاشقين تنتقل بينهن وكأنها تبحث عن شيئ مفقود، هناك التقينا في سكون الليل، هناك اشتعل الصبا واسترحت في ظلها كطفل صغير يحنو الى صدر أمه، هناك التقينا، هناك زغردت العصافير فوق رؤوسنا ورائحة التين والصبار تملأ المكان جلست أتأمل أشعلت سيكارتي وأخذت منها نفساً عميقاً يعبر عن أحزان متراكمة منذ عشرات السنين ، هناك كان فلاح يملأ الأرض بخطواته تتكسر تحت قدميه أوراق الخريف، وهنا صبية تتهادى برقة وغنج وفستانها المخملي يضيئ المكان ببريقه ، تلمست طريقي عائداً الى حي التضامن الذي وصفه أحد الأصدقاء يوماً بالسجن الكبير.

 ٣٠ / ٧ / ٢٠١٦

 
*********************


الــناي

طوبى لمن يعرف أسرارها، من يفهم لغتها، يعرف أسرار فيروز وأسرار جبال بلادي ووديانها.
تحدثك عن ناسها الطيبين وعن وحشتها في ليالي الشتاء القارس، وعن راعٍ هي رفيقة دربه تحدثه عن أسرارها، ويحدثها عن حزن يطبق على صدره منذ سنين.
يا حارس الأغنام هل تسمع النايات وهي ترفع في ظلام الليل تراتيل السماء، تحكي حزن أجيال من بلدي كانوا يرقصون على صوت حزنها، رأيتهم.. رأيت شيوخ بلدي يبكون، رأيتهم حزانى، لا لشربة ماء ولا لعريٍ في الكساء، ولا لجوعٍ من طعام، بل لحزنٍ قديم.
ليالي السمر في منازل الكوانين، وناي تعزف، والصمت يملأ المكان، وحكايا الدبكات بين الصبايا وناي الراعي ترقص حزناً بين الفرح والفرح، ومواويل تبكي فرحاً بعد شقاء، وترسل صوتها بعيداً عن الناي.

نظر المغني بعيداً في المدى وفاض في الدمع، ونشر الحزن مع الريح فوق تلال الجولان، رائحة الصمت انتشرت في المكان، مات المغني ودفنت ناياه معه، الى أن يخرج الدخان الأبيض من كنيسة وجامع القنيطرة

  ٣ / ٨ / ٢٠١٧

 *********************

عين فيت في الوثائق العثمانيه

عندما ضاقت سوريه بأهلها عام 2012 /2013 ، كنت اسمع حتى من الشباب الصغار أمنيات العودة الى القرية، وهذا يعني أن مهما طالت الغربه يبقى لعين فيت مكاناً في قلوب أبنائها والتاريخ الإفتراضي لعين فيت يبدأ مع الإحتلال العثماني لبلادنا والتوزع البشري على جغرافية عين فيت يمكن أن يحدد مراحل السكن فيها.
بدأ السكن في عين فيت بالقرب من نبع الماء في حارة قديمة تسمى الحكر، وهو أقدم حاره في البلد والسكن في الحكر تم على مرحلتين، دار في الوسط وهي أقدم دار في البلد ومن خلال شكل البيوت الغارقة في القدم يدل على أنها السكن الأول للبشر في القرية، وهذا في القرن السادس والسابع عشر ثم بدأ التوسع حول هذه الدار من عائلات وافدة جديدة وظهر تطوراً جديداً في البناء، ولكن بقيت حارة الحكر هي السكن الوحيد في القرية وهو محصن بشكل يمنع قطاع الطرق من سرقة دوابهم،  ويعتقد وحتى هذه الفتره لا يوجد علويون في عيفيت فيت حتى بدأت الهجرات الكبيرة في القرن السادس والسابع عشر وكان يوجد فيها جامع مبني من الحجر الأبيض، ومن العروف أنه لا يوجد حجر أبيض في الجولان وربما نقل الحجر من لبنان الى عين فيت، وبقي هذا الجامع قائماً حتى دمر في زلزال أصاب المنطقة وبقيت الحجارة في مكانها حتى نقلت لبناء مدرسة عين فيت في بداية القرن التاسع عشر علماً أن آباءنا تعلموا أصول القراءه والكتابة وحفظ القرآن في الجامع ، وحتى هذه الفترة الزمنيه لا يتجاوز عدد سكان عين فيت الثلاثين عائلة، وكلها تسكن داخل حارة الحكر التي تغلق بابها الكبير ليلاً، وبدأ التوسع في القرية مع الهجرات العلوية القادمة من حمص والساحل هرباً من بطش العثمانيين. وتوسعت القريه وأصبح هناك العديد من الدور في البلدة ومن أسمائها دار بيت شاهين ودار الحوش ودار النعسان وغيرها من الدور التي كانت تغلق أبوابها ليلآ وربما آخر من جاء الى عين فيت بيت حمدان حيث بنى آل الحسين بيتآ منفردآ لهم على الطرف الشمالي من النبع وتزعموا اهل القريه وحصلوا على لقب افندي من السلطة العثمانيه ومع بداية القرن العشرين توافد الى عين فيت عائلات سكنت الحاره الشمالية وجاءت هذه العائلات من عالقين والوازعية ومن شين وهي عائلات منفرده ،،،،يتبع


قرية عين فيت في الجولان السوري المحتل


عين فيت، هل تعرفها ؟

عين فيت، أم القرى وعروس الجولان، من عاش فيها يوماً لن ينساها، إنها ربة الجمال وقصيدة شعر تزين صدر الجولان، تعبر الأحلام والذكريات كسلاسل الذهب المرصع بالزمر، كانت وكنا على موعد اللقاء، وفي كل صباح كان يتجدد موعدنا، ولم نكن نعلم ماذا يخبئ لنا القدر، وانطوى العمر ودخلنا خريفه، فلا الليل كما كان، ولم يبق سوى نتف من ذكريات، وبقايا صورة تاهت بين أشلاء الضحايا، فعبرت الأحلام فينا ولن تعود ..
 قتلت وبأي ذنب قتلت، سيدتي لاتظني نسيت ذكريات ربيعك الوهاج كشمسك التي كانت تودعك عند الغروب ومزمار الراعي الذي يعلن عودة القطيع، فهل ترجع للروح أحلامها الآفله، ضيعتي ياوردة فوق سفوح الجولان يالعصافير تصدح فوق ربوعك أجمل الألحان، لن ننساك مهما ضاقت بنا السبل، في كل زاوية فيك لنا حكايه وقصيدة عشق تموج في خيالنا، وإن عدت يومآ كطير مهاجر مع أسراب السنونو، أعيش عمري أفترش ثراك، وستظل حكايات الماضي على شفتي ما دمت حيآ أغنيها للأطفال ، أغرسها بأرض الحب والسلام أحلم يومآ أن تحمل الريح رماد مماتي لأمكث عند نبعك المعطاء وأسمع خرير مياهك لعل تعود الروح الى مبتها ،، ترى لمن أشجارك الخضراء تتمايل بمفاتنها وهل ما زالت الأزهار ترقص في بساتينك ،، لن ننسى

٥ /١١ /٢٠١٦      

*********************



بالأمس .. 

بالأمس دخلت المدرسة بالصف الأول الإبتدائي متأبطآ كيساً صغيراً من الخام وفي داخله وريقات متواضعة، واليوم تناثرت تلك الوريقات مع الريح، سرقها زمن غادر لا يأبه لأحلامك، وخلف تلك الأيام هرب العمر دون علم منا، وقتلت أحلامنا دون ذنب اقترفناه.
وأحاول لململة ذكريات من صفحات عمر قد مضى، عشنا أيام تضج بالفرح والأمل ولم نكن نعلم أن صفحات كتابنا تقترب رويدآ رويدآ من نهايتها، وفجأة غادرتنا أيام وسنون وحلم الأماني ينحسر دون إنذار أو تنبيه
فجئت من ألم الجراح أخط كلماتي لتملأ النكسات صحائفي
وخاتمة أحزاننا ما فعل الزمان بهذه الأمة من تناحر وفرقة وفتنة وتمزقت أمتنا فرقآ ومات فيها الكبرياء وجراحها وغروب شمسها هتكت كل الستائر، وركعت على أقدام الطغاة، فتراكمت عليها المحن وتقطعت أوصالها ،قتلت عزتها وسبت حرائرها ضلالة جاهل وغواية فاجر.

٢٤ /١١ /٢٠١٧      

*********************

فيروز..

فيروز والجبل والوادي والنهر وعين فيت وينابيعها ،وعندما تنام شمسها خلف الجليل
فيروز وشباك العشاق والعصفور الطروب ،وحديث الراعي بصوت الناي وحزن الغروب حول القطيع
فيروز عندما تغني بلغة الطيور وتسرح في أماسي الفلاحين،وتصوغ لوحة يعجز عنها سادة الفنون ،فيروز وحقيبة المسافر وسرب الحمام وظلال الغصون
فيروز وعيد ميلادها 82 فتحية لإلهة الفرح والعمر المديد


٢٠ /١١ /٢٠١٧ 

*********************


الكارثة الكبرى .. 

منذ أن قامت دولة العدو الصهيوني عام 1948 لم تجد هذه المنطقة يوماً من الراحة وكانت الكارثة الكبرى عام 1967، وكنا نحن أبناء الجولان ضحية الغباء العربي وعدم الإستعداد ليوم كيوم 6 حزيران فسقطت بلداتنا وقرانا خلال ساعات،  واليوم نترقب الفيس بوك لعله يوصل الينا صورة من قريتي البهية الجميلة، ومن لايذكر بانياس السابحة في بحر أحلام نهرها وزعوره وجباتا الزيت الحارستان لسفوح الجولان الغربية، وهل ينسى أهل البارجيات وزعرته والقنعبة، نهر البارجيات الذي كان يذهب الى فلسطين المحتلة أمام أعين حكوماتنا، وهل ننسى كفر حارب الغافية على كتف بحيرة طبريه، وماذا نقول عن خسفين والعال وحيتل وكفر الما والياقوصة التي كانت تدافع عن أهلها بمدفعية تحدث عنها العدو قبل الصديق ، من منا لايذكر المدينة المنسية عاصمة الجولان، ولنا فيها نحن الطلبة حكايات وحكايات.
واحسرتاه على تلال تحكي لنا بطولات الأولين ، تل أبو الندى تل الجابية تل الفرس تلول الحمر لو قام أولي الأمر بتحصين الجولان مثل ما نراه اليوم من قبل أعدائنا بالداخل والخارج لما سقط عريس سورية ورمز من رموز العزة والفخار

*********************



ذاكرة جوفاء ...

جيل متعب ،أرهقته السنون بانكساراتها وهزائمها، جيل وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر وفلسطين لنا وبلاد العرب أوطاني ، جيل لم يترك لحاضره سوى لمع السراب وذاكرة جوفاء تنز دماً ، وأمة مخصية غير قادرة على الإنجاب ، يلفها تاريخ أسود يحجب عنها ضوء المعرفة ، تبيع الله في أسواق السياسة ، تزين لها أكاذيب السلف على أنها هي الحقيقة ولا حقيقة غيرها ، تجتر محنتها وتبحث عن الفتن فأصبحت ظل بلا رقم ، أمة ثكلى وهي تبتسم ، المهلهل قاتل من أجل وصية أربعين عاماً، واستغاثة إمرأه من أجلها زحفت جيوش جرارة بقيادة المعتصم ، ويحكم ماذا أصابكم بين الأمم ،الأخ يقتل أخيه والأبن يقتل أمه والجار يقتل جاره كالعيس في الصحراء قتلها الظمأ فلا ماء أدركت ولا الى بلاد الحضر وصلت .

٢١ / ٨ /٢٠١٧ 

*********************



خيبات هذه الأمة ..

خمسون عاماً تتساقط كأوراق الخريف الصفراء، خمسون عاماً تسقط من عمر طفل رضيع ولد بالأمس، خمسون عاماً تنتهك حرمات الأمة البائسة، سقط الجولان من إذاعة دمشق قبل أن يسقط الشريط الشائك المرسوم بين فلسطين وسوريه ، فجأة يحمل الجولانيون أمتعتهم الخفيفة وكأنهم على موعد مسبق، غادر الجولانيون قبل أن يصل العدو الى أي قرية في الجولان وكان النزوح سهلاً مريحآ على أهله وعلى العدو ، ومن يشاهد أبناء الجولان الكرام وهم يتصارعون على بطانية أو وجبة طعلم يعتقد أن هؤلاء القوم ليسوا أبناء الجولان الذي كان يطعم دمشق والقنيطرة من الخضار والفواكه .
النزوح الجرح الذي لايندمل، ولكن يجب أن نعترف بعد خمسين عاماً ، ذهب الجولان رخيصاً رخيصاً جداً، لم يدافع عنه أحد تركوه لمصيره، فتباً لمن كان شريكآ في سقوطه، والأقسى والأمر أنه لا يزال حزيناً على أهله الذين هربوا مع ؟؟ إن كل ما يحدث في بلادنا العربية بدأ منذ عام 1967 وبسبب خيبات هذه الأمة التي تعيش ومنذ نكبة فلسطين في أسوأ حالاتها

*********************


أنا أم الحضارة ..

سألتها من تكونين، قالت جهلك في التاريخ يمنعك من معرفتي، أنا الأرض التي عبر فوقها ست وثلاثون حضارة أنا أم التاريخ، أنا أم الحضارات، ضفائري ذهبت بعيداً بعيداً في عمق الوجود وعيوني تحرس أمجاد أمة لن تموت، على أبوابي يقف فارس نبيل وبيده سيف الحق والكرامة منذ آلاف السنين، وضيوفي من خيار القوم يبنون ويزرعون ويأكلون من ثمري ويطعمون، الى أن خرج من أعماق الأرض بلاء عظيم دمروا البناء ، وأفقروا العباد وقتلوا الشجر والثمر ، جاؤوا بثقافة لا أعرفها حملوها من صحراء نجد ويحكمون على تاريخي بأنه مرتد وكافر ويكتبون تاريخاً ملطخاً بدماء الأطفال والشيوخ وخيرة شبابنا، القادم من الصحراء لا يبني حضارة مجيده ،القادم من الصحراء يريد الأرض كلها صحراء وهذه صفات الحاقدين الحاسدين

١٤ / ٤ /٢٠١٧ 

*********************


بعض النباتات البرية التي كان يتناولها أهل عين فيت في طعامهم حسب الفصول
رجل العصفورة، حرطمنه، شمره، حربصيص، علت يعني هندبي، دردير، خبيزه، كف الدب، سلبين، حلب لوب، عليق، فطر، الرشيد البري، خرنوب، بلوط، دوم، قطيفه، توت
الملوخية لم تكن معروفه في عين فيت رغم وجودها في البرية






الجمعة، 22 يوليو 2016

الجـــولان المحتل .. وتاريخه

حكاية الجولان

 

التسمية :

الجولان، اسم أطلقه العرب على منطقة تقع في بلاد الشام أي في سورية ، وكانت المنطقة جزءاً من إمارة الغساسنة العرب، الذين حكموا سورية الجنوبية، والاشتقاق اللغوي للإسم على اتصال بكلمة (أجوال) وهي تعني البلاد التي يعج فيها الغبار .

أين تقع في الخريطة :

أرض عربية سورية تقع في أقصى جنوب غرب سورية على امتداد حدودها مع فلسطين المحتلة، تقدر مساحته بـ 1800 كم مربع. وله شكل متطاول من الشمال إلى الجنوب على مسافة 75-80 كم، بعرض متوسط يتراوح بين 18 و20 كم. والجولان تسمية مرادفة لمحافظة القنيطرة التي أحدثت عام 1964. وتقدّر مساحة محافظة القنيطرة بـ 1860 كم مربع، أي أكبر بقليل من مساحة منطقة الجولان الجغرافي.
تقع كتلة جبل الشيخ في شمالي الجولان، وتفصله عن البقاع الجنوبي في لبنان. ويفصل وادي نهر اليرموك العميق في الجنوب بين الجولان ومرتفعات عجلون والأردن الشمالية الغربية.

أما في الغرب، فإن هضبة الجولان تطل على سهل الحولة وبحيرة طبريا بجروف قاسية، في حين يقع وادي الرقاد في الشرق بين الجولان ومنطقة حوران.
يقع معظم الجولان على ارتفاعات عامة تراوح بين 950 و1300 م فوق سطح البحر.

المناخ :

يتميز مناخ الجولان باختلافه، فهو ماطر و مثلج على المرتفعات ، ومعتدل كلما اقتربنا من سطح البحر، و صيفي في الوديان.

الأهمية الإستراتيجية:

ينسب الجولان وجبل العرب وحوران إلى حوض هيدرولوجي واحد وتعتبر أمطار الجولان غزيرة حيث تبلغ معدلاتها أكثر من/1000/ ملم سنويا” وعدد الأيام الممطرة تقريبا” /70/ يوما” في المتوسط، ويتمتع الجولان بهطولات مطرية تقدر بأكثر من مليار متر مكعب سنوياً، والجولان الذى تعادل مساحته/ 1/ بالمئة من مساحة سورية الإجمالية يتمتع بمردود مائي يعادل/3/ بالمئة من المياه التى تسقط فوق سورية و/14/ بالمئة من المخزون المائي السوري .
أكبر المحاصيل فى الجولان هو القمح وتزيد المساحة التى يزرع فيها ربع الأراضي المستثمرة ثم الشعير والحمص والعدس والبازلاء والزراعات الصيفية كالذرة والرز والتبغ .
كما اشتهر الجولان بتربية الماشية كونه يملك أضخم غطاء عشبي فى سورية وبخاصة الأبقار والجواميس والماعز والإبل.


الجولان في التاريخ :

تاريخ الجولان هو جزء من تاريخ سوريا التي تؤلف جزءاً من الوطن العربي، كما تؤلف جزءاً من المنطقة التي اصطلح تسميتها “الشرق الأوسط”، كان الشرق الأوسط مهداً للكثير من الحضارات القديمة التي اتصفت بتنقل مستمر للكتل البشرية، وكانت الهجرات والغارات والتجارة منشأ اختلاط دائم أضر بسكان الشرق الأوسط كله، إن جميع هذه التنقلات انعكست على الجولان، الملتقى الحقيقي بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال.
وإن خريطة شبكة الطرق في الجولان تدل على الدور الذي اضطلع به في العلاقات بين الشعوب القديمة.
لم يعد هذا الوضع المساعد على السير في جميع الاتجاهات بالخير على الجولان، بل على العكس، كانت النتائج أحياناً مؤسفة، لأن الجيوش المصرية وملوك فارس وآشور والكلدانيين والمقدونيين واليوناينين والسلوقيين جاءت على التوالي لتتصادم في الجولان “ملتقى الغزوات“.


تاريخ الجولان قديم قدم هذا الزمان،ولأهميتها التاريخية كانت محط أطماع الغزاة حيث مر عليها الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي وثم الكيان الصهيوني الذي احتلها عام 1967 م 

لكن عاجلاً أم آجلاً الاحتلال زائل، والجولان سيعود إلى أحضان الوطن الأم سورية




من الجولان السوري المحتل







السبت، 16 يوليو 2016

الشاعر علي هواش شاهين ..

الشاعر علي هواش شاهين تولد عين فيت ١٩٣٧
السيد علي هواش شاهين

بعد النزوح وفي أواخر 1967 نظم قصيدة شروقية قال فيها :

شو قولتك يا قلب رح منعود


شو قولتك يا قلب رح منعود عا أرض في خيراتها ربينا
ليش لا ما دام عنا جنود والرب قوة وعزم عاطينا
ليش لا ما دام عنا رجال للمعركي ويوم الوغى أبطال

معقول! مش معقول نرضى بهيك حال وللمعتدي نترك أراضينا
معقول لا يا قلب مش معقول احتلال الغاصبين يطول
بالعزم بالتضحية بيزول ومنعود والدنيا تهنينا
يا فرحة الكبرى إذا عدنا وما ضل صهيوني يهددنا
والرب في نصرو يأيدنا ومن أذى الأعداء يحمينا
وارجع عبيتي وبوس باب الدار هذا إذا ما كان صفٌى دمار
واعمل عطول المصطبة مشوار وشمشم فنادي شجرة الكينا
واتفقد البيكه مع التنور وشوف كرم التين بعدو بور
وعيش مع اهلي بهنا وسرور غربة وشقا وعزاب يكفينا
ومتل ماكنا بها اجمعنا نزرع ونجني من بساتينا
نزرع حبوب ونشيد عمارات ونبعت خضر للشام سيارات
الليمون عنا صار بيارات وصفى الشجر منتوج يعطينا
يا رب رجعنا على أوطاننا وجازي الزمان اللي غدرنا وخانا
صبراً جميل وغير نصبر مالنا وحاشا إله العرش ينسينا
منظر طفل يرجف برد يدمي الفؤاد من غضبتك يا رب نجينا
منظر طفل يرجف وجنبوا ختيار مكرعن قميصو لا عراوي ولا زرار
وشادر حبالو تقطعت لبعيد طار وأم الطفل غرقوا مواعينا
وشادرحبالو تقطعت صفى بعيد وشدة مطر ورياح مع لمع ورعيد
يا جيش أيمة أرضنا رح تستعيد نعيش بشوادر هيك مافينا
يا جيش أيمة أرضنا بتردها والأعادي عن حمانا تصدها
يا جيشنا شد العزيمة شدها وقول ابشري يا قدسنا جينا


````````````````````````````` 

حتى عوف النشمية 


حتى عوف النشمية نصحوني كتار
هنين إيدون بالمي وإيدي بالنار
مش معقولي إنساها وعيش بلاها
يا عالم بدي اياها وعندي إصرار
لا تحكوا ولا تنهوني مش ممكن توب
شو ما بدكن عدوني وقولوا مجدوب
هيي وحدا المزيوني الما فيها عيوب
هي الحبوها عيوني وألبي الي اختار
بحبا شو بدي سوي وفيها مغروم
وعن حبا ما في قوي تبعدني يوم
هي بالعتمة ضوي هي الزلعوم
هي بقلبي من جوي مكمن أسرار
يخرب بيتك من شانك شو دقت عزاب
التيلي حبٓك ألبي ألبِك كذاب
انتي يلي جرحتيني وجرحي ما طاب
و انت يلي دمرتي حاياتي دمار
تعالي بها العالم جكرا نعمل ميثاق
يوميي نعمل سكرا وجلسة عشاق
كاسي من دونك عكرا وكاسي ما راق
لو ما شفتك عبوكرا جيتك عا الدار




 `````````````````````````````````````````````

ها العطرة بالنصيّة


ها العطرة بالنصيّة عا شبّاك العليّة
معتر ألبي شو نطرا وشو سهرتلا عينيّ
سهرت وإضيت ليالي تا جنبا شوف الغالي
ضاع التعب ما نالي من ها العطرة إصفية
ما صحلّي تربوني شما وحطا ععيوني
يا عالم لا تلوموني كتير بحب النشمية
ما صحلي ولا ورقة تطفي بقلبي الحرقة
ولو تتري علي السرقة كنت سرقت النصية
ما بدي نصاصي وعطور ولالي للحبق ناطور
لكن بدي الست بدور من الشرقة تطل عليّ
اتطل تقللي شوباك بدي أو ما بدي ياك

ويا سمرا حاجتنا علاك وسهر فاضي ليلية
مابدنا سهر فاضي يعيشنا بجو الماضي

لا بيي فيكِ راضي ولا بيك راضي فييّ
شو رأيك بالخطيفة.. جكرا بسلمى ولطيفة
ونقصد شي ضيعة نضيفة بالدولة اللبنانية
قالتلي معك للموت الشغلة ما عاد بدها سكوت
يلا لنقصد بيروت ومنها ع الغندورية
 

 `````````````````````````````````````````````



الخميس، 14 يوليو 2016

الشاعر رياض قاسم إسماعيل

الشاعر رياض قاسم إسماعيل

تحية إلى أرواح شهداء عين فيت


هل ينبغُ الحرفُ في تكريمِ شُهدانــا            أو ينـبُ لفظي و مــا آنسـت عنوانـــا
هل بعد جودَهُــمُ جُــــودٌ نَجــــودُ بـه             هل جُودُ شعري بما جادوه صنوانا ؟؟
أجلّهـــــم من حروف كيف تنصفهم             هي الحـــــروف ترانيــماً و قصدانـــا
هــم المــــلاك بعـــــين الله مكـــــلأةً             يســـــــبحون له حمــداً و شــــــكرانا
و يشـــفعون لمن حـــبّوا بمكرمــــــةٍ             عند الـــــــــــسميع أحــباءً و إخوانــا
في عين فيت رجــالاً ليس يُرهــبهمْ              موتــاً ! تحــدّوه ذلّــوا المـــوت أيمانــا
و سابقـوه فكــانوا بسّلاً ســـــبقوا              ســـَــــــكْراتِهِ عُنوةً فرحاً و رضـوانـــا
يا عين فيت ألا يزهو التراب بهـم ؟              هم مــنك جاءوا وقـد أنجبت أسدانــا
أبنــاء عمــي و أتـرابي و لي أملٌ               أن أرتـــقي عندهـــــم فيطيب لقــيانا
يــا عين فيت و ماؤك ليس يعرفـــه               إلا الذي ذاقــــــه فالتاع ســـــكرانــا
يا عين فيت سأنبت فـــيك زنبـــقةً                في حوض ماءك إذ ما متّ عطـشانا
أو شـــــاء ربي و قائدنا بزلزلــــة                تعيد أرضـــــــي و حقي مثلما كـان
و عدت شوقاً و عكازي يسابقني                يُقبّلً التّربَ, بخّـــــــــــــوراً و ريحانا
معانقاً تربك المعجون في جسدي               ضمّي إليك حـــــبيباً, أنت مثوانـــــا



********************

شو قولكن

شو قولكن
كان الفقر كومات
ومزنرة اخضر بصل
ورغيف طايف من حلا الزيتات
خبزه وزيتونه
وكان الفرح بعوننا ضحكات
شياطين كنا
ولاد مجنونه
مرقو على الفرقه خمس عشرات
متل ال كأنن حلم بعيوني
ومن يومها عم انطر الساعات
تا بوس أرض بلاد مسجونه


********************

لو تعرفو

لو تعرفو

تقرو حروف السيد السوري
ولو تعرفو
إنو الطفل
ببلادنا بيولد بطل
شامخ وأعلى من الجبل
مكتوب ع جبينو:

أنا سوري

لو تعرفو


كيف الصبايا بيولدو حلوين
عطرن أريج الشام
وعقودهن ياسمين
ع خدودهن رسمو العلم
راية نصر
ت نبوّس نجومو الخضر
ويفتّح الجوري


لوتعرفو


كيف الشباب
زنودهن شق الصخر
من بسمتن
طلّ الفجر
كتبو على جبينن سطر
نحنا لسوريّا ندر
نبطي
وكلداني
وآشوري


لوتعرفو

إمّاتنا شربو الدمع `
ما بيذرفو لدموع
بيزغردو بعرس الشهاده
وراسهن مرفوع
وبإيدهن سلّة ورد
ع ولادن يرشو العطر
ويبخّرو
وبخور عطرو يضوع
وبيّاتنا بالمسبحة
يقرو الصمد والفاتحة
وكلمة دعا :
ابني ندرتو لسوريا بخور
يا رب
تقبل عطر بخّوري

هي سوريا
هاي سوريا
منجوع
ما منموت
بيضحك قلب مفجوع
مكتوب عا لوح القدر
ما بتنكسر فيها البشر
وشموع تضوي بيوت
ورجال تروي حكايتا
تاريخها
بصمود
اسطوري
هاي سوريا
لو تعرفو



********************





 قصيدة:

الحلم الضائع


 جفَّ المداد تحجّراً
والريشة الثكلى
يراودها الصدا
ويداي ترتجفان من ثقل الزمان
دنا الرحيل إلى المدى
خمسون عاماً
أرتدي في كل يوم ثوب عيد
آملاً لقيا ترابك بلدتي
وأعيش في رجع الصدى
خمسون عاماً
ظامئاً لنبيذ نبعة قريتي
والحلم يقتله العدا
لو ما ترهّل ساعدي
لوما سيسقط من يدي
لتَواصَلَ الحلم البعيد مُجَدّدَا
حيّكت ثوبي أبيضاً
من زهر آقاحٍ
كقرطاسي
بلا نقطٍ
ولا حرفٍ
وزركشةٍ
وجمعت من وطني تراباً
صرةً
ليكحّلوني حين أجتاح الردى
فلتكتبو في صفحتي البيضا
على كفني
رسائل شوقكم
فلربّما أوصلتها
حين التلاقي في الفضا
أوصدّت كل منافذ الاحلام في عقلي
وزرعت في رحم التراب قصائدي
فإذا نمتْ
أو أثمرتْ
سيكون معراجي
اقطفو من غرسة القلم العتيق فواكهاً
وتنسّمو منها الشذى
ولربّما
حرفٌ سينبت
في ربا جولاني َ الغالي
إذا حمَّ القضا



********************

 قصيدة:

 تحيّة إلى أهلي السوريّين


من الجولان جولاني
اتيت لكم
اصافحكم
اقبلكم
لاق الياسمين لكم
فيا شام العروية انت
انت عرين اوطاني
تعلمنا
حفظنا من طفولتنا
بلاد العرب اوطاني
بلاد العرب تنكرني
وتقتل ورد بستاني
فيا ذلّ العروبة
غدر اخوتنا
تواطؤ أهلا ملّتنا
وتكبير على دمنا
فأصبحنا قرابيناً
وزار الكفر إيماني
سأكتب في مذكّرتي
شآميُ الهوى قلبي
وطرطوسيُ وجداني
وحلبيٌ الشذى عطري
وديريٌ انا شاني
وحمصيُ وحمويُ
سويّدائيّ لاذقاني
من الحسكة وحوراني
فهم اهلي واعشقهم
هنا فرحي وأحزاني
شأميٌ وقد غنّى
ثرى لبنان الحاني
شأميّ وتعرفني
عراقي والفراتان
وفي قدسي صلاح الدين
قال دمشق عنواني
انا عمريت اوغاريت
اشورٍ و سريان
وفي عكا وفي حيفا
وبابل جار كلدان
فمن بترا لبنت جبيل
فينيقي وكنعانيّ
هنا وطني هنا أهلي
هنا عربي و أوطاني
فيا أغراب امّتنا
ويا اعراب قرآني
مللنا من عفونتكم
و حقدالغدر اضناني
لكم دينٌ سأتركهُ
واعبد حبّ ديّاني
محمّدنا به حبٌ
اتمَّ يسوعَ صنوان
نصلّي في كنيستنا
نفدسُ حبّ صلبان
ونركع في مساجدنا
بطاريقاً برهبان
نعانق بعضنا بعضاً
نصيّريٌ و نصراني
فذا لله سجدته
ولي ربٌ بوجداني
نصلّي للأه رضاً
وعين الله ترعاني




بلدي .. يا نسمة صبح

 


بلدي يا نسمة صبح
ع حدود الألم غفيان
يا قطرة ندى تصحي
الفرح بقلب تعبان
بلدي يا شعاع شمس
يخترق نورو المدى السكران
يا وردة جورية عطرها
تغلغل بالروح و الوجدان
بالمروج عصافيرك تطير
و تهدي ع سجر السنديان
فراشاتك الله زينها
بأحلى و أجمل الألوان
هون عريشة و هونيك
بين الخيزران ورد الإقحوان
و السوسنة تنفست و شكرت
ربها الرحمن
و الغيمات تجمعواعم يتسابقوا
يسقوا عشبك العطشان
رب السما من حبو إلك
بنزل مطر بعز حزيران
و ريحة ترابك بعد المطر
خمرة للقلب الولهان
بلدي يا بعد عمري
بأرضك ازرعيني
زهرة بيلسان 

مهداة إلى قريتي عين فيت المحتلة

ياسمين الشام

أفق خفيف .. فلم قصير

تم تصوير هذا المشروع في قرية "عين فيت" السورية التي دمرت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 1967




المشروع لـ « رندا مداح »
مرتفعات الجولان السوري المحتل 2012




سحر هضبة الجولان المحتلة

 ....................

الجولان المحتل بعين المصور المبدع سمير عدوان





























.......................

سنرجع يوماً ..
التوقيع : أبناء الجولان المحتل