الاثنين، 8 يناير 2018

حكايـة وفـاء وأمانة .. من الجولان المحتل


قصة حقيقية بدأت أحداثها يوم النزوح من الجولان عام 1967
كتب الشاعر رياض اسماعيل :

أروي قصة وفاء وأمانة , سطرها صديق لي من قرية مسعدة اسمه ركاد الصفدي و كانت صداقتنا بعمر ثلاثة عشر عاماً أي عمرنا وقت ذاك في عام 1967 في 8 حزيران وقت الحرب والنزوح..

طائرات تقصف و نزوح و تشرّد وشمس لاذعة، ويسير أحدهم برفقته سبع نعجات وتبطئ النعاج في المسير أثناء الصيف فيقابل صاحب النعاج صبياً على مفرق قرية مسعدة لا يعرف أحدهم الآخر، يقول للصبي خذ هذه النّعاج وإذا تقابلنا ثانية تعطيني منها ما تشاء ، ويسأله ما اسمك فيجيب : ركاد
ويمضي كل في طريق ..

وترسّم الحدود ويمرّ عشرة أعوام ونسي صاحب النعاج نعاجه واحتسبهم مثل كلّ ممتلكاته ذهبت بالإحتلال.

وفي عام 1985 يفاجئني الصليب الأحمر برسالة من «ركاد» مع أنه لا يعرف عنواني، يخبرني عن الحادثة لأبحث له عن صاحب النّعاج.
سألت و بحثت عام كامل حتّى حظيت بصاحب النعاج، الذي أخبرني عن عددها واسم الصبي الذي أخذ النعاج ومكان الإستلام، الرواية التي أكّدت صحة الواقعة.
وكان «ركاد» قد أخبرني أن النعاج تفوق المائة، وأن لي الحق أن أقسم بينهم بما أرضى فقسمت الثلث لصاحب النّعاج.
فكان أن ارسل لي ثمن الثلث وسلّمته لصاحب النعاج.
سألت نفسي وقتها وكل وقت: ما الذي دفع «ركاد» ليرسل ثمن النّعاج؟.
كان الجواب في عقلي إنه (الحقّ)، صبيّ من آل معروف عمره بالعشرينات يدفع الحقّ ، ولا يستطيع أحد أن يجبره على ذلك.

:::::

السيد راكاد الصفدي من قرية مسعدة في الجولان المحتل

من هو «ركاد»
هو السيد ركاد محمود الصفدي من مواليد 1953 قرية مسعدة
علّم اللغة الإنجليزية في اعدادية مسعدة حتى عام 2007 .
وبعد تقاعده، يعمل كمزارع في أرضه.

...........
تحية حب لابن الجولان الأصيل ركاد محمود الصفدي، ندعو له بالعمر المديد ودوام الصحة والعافية وأن يبارك له في عائلته وفي رزقه .
وندعو بالرحمة لصاحب الأمانة المرحوم علي أحمد السّلمان ابن قرية عين فيت رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق