الجمعة، 22 يوليو 2016

الجـــولان المحتل .. وتاريخه

حكاية الجولان

 

التسمية :

الجولان، اسم أطلقه العرب على منطقة تقع في بلاد الشام أي في سورية ، وكانت المنطقة جزءاً من إمارة الغساسنة العرب، الذين حكموا سورية الجنوبية، والاشتقاق اللغوي للإسم على اتصال بكلمة (أجوال) وهي تعني البلاد التي يعج فيها الغبار .

أين تقع في الخريطة :

أرض عربية سورية تقع في أقصى جنوب غرب سورية على امتداد حدودها مع فلسطين المحتلة، تقدر مساحته بـ 1800 كم مربع. وله شكل متطاول من الشمال إلى الجنوب على مسافة 75-80 كم، بعرض متوسط يتراوح بين 18 و20 كم. والجولان تسمية مرادفة لمحافظة القنيطرة التي أحدثت عام 1964. وتقدّر مساحة محافظة القنيطرة بـ 1860 كم مربع، أي أكبر بقليل من مساحة منطقة الجولان الجغرافي.
تقع كتلة جبل الشيخ في شمالي الجولان، وتفصله عن البقاع الجنوبي في لبنان. ويفصل وادي نهر اليرموك العميق في الجنوب بين الجولان ومرتفعات عجلون والأردن الشمالية الغربية.

أما في الغرب، فإن هضبة الجولان تطل على سهل الحولة وبحيرة طبريا بجروف قاسية، في حين يقع وادي الرقاد في الشرق بين الجولان ومنطقة حوران.
يقع معظم الجولان على ارتفاعات عامة تراوح بين 950 و1300 م فوق سطح البحر.

المناخ :

يتميز مناخ الجولان باختلافه، فهو ماطر و مثلج على المرتفعات ، ومعتدل كلما اقتربنا من سطح البحر، و صيفي في الوديان.

الأهمية الإستراتيجية:

ينسب الجولان وجبل العرب وحوران إلى حوض هيدرولوجي واحد وتعتبر أمطار الجولان غزيرة حيث تبلغ معدلاتها أكثر من/1000/ ملم سنويا” وعدد الأيام الممطرة تقريبا” /70/ يوما” في المتوسط، ويتمتع الجولان بهطولات مطرية تقدر بأكثر من مليار متر مكعب سنوياً، والجولان الذى تعادل مساحته/ 1/ بالمئة من مساحة سورية الإجمالية يتمتع بمردود مائي يعادل/3/ بالمئة من المياه التى تسقط فوق سورية و/14/ بالمئة من المخزون المائي السوري .
أكبر المحاصيل فى الجولان هو القمح وتزيد المساحة التى يزرع فيها ربع الأراضي المستثمرة ثم الشعير والحمص والعدس والبازلاء والزراعات الصيفية كالذرة والرز والتبغ .
كما اشتهر الجولان بتربية الماشية كونه يملك أضخم غطاء عشبي فى سورية وبخاصة الأبقار والجواميس والماعز والإبل.


الجولان في التاريخ :

تاريخ الجولان هو جزء من تاريخ سوريا التي تؤلف جزءاً من الوطن العربي، كما تؤلف جزءاً من المنطقة التي اصطلح تسميتها “الشرق الأوسط”، كان الشرق الأوسط مهداً للكثير من الحضارات القديمة التي اتصفت بتنقل مستمر للكتل البشرية، وكانت الهجرات والغارات والتجارة منشأ اختلاط دائم أضر بسكان الشرق الأوسط كله، إن جميع هذه التنقلات انعكست على الجولان، الملتقى الحقيقي بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال.
وإن خريطة شبكة الطرق في الجولان تدل على الدور الذي اضطلع به في العلاقات بين الشعوب القديمة.
لم يعد هذا الوضع المساعد على السير في جميع الاتجاهات بالخير على الجولان، بل على العكس، كانت النتائج أحياناً مؤسفة، لأن الجيوش المصرية وملوك فارس وآشور والكلدانيين والمقدونيين واليوناينين والسلوقيين جاءت على التوالي لتتصادم في الجولان “ملتقى الغزوات“.


تاريخ الجولان قديم قدم هذا الزمان،ولأهميتها التاريخية كانت محط أطماع الغزاة حيث مر عليها الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي وثم الكيان الصهيوني الذي احتلها عام 1967 م 

لكن عاجلاً أم آجلاً الاحتلال زائل، والجولان سيعود إلى أحضان الوطن الأم سورية




من الجولان السوري المحتل







السبت، 16 يوليو 2016

الشاعر علي هواش شاهين ..

الشاعر علي هواش شاهين تولد عين فيت ١٩٣٧
السيد علي هواش شاهين

بعد النزوح وفي أواخر 1967 نظم قصيدة شروقية قال فيها :

شو قولتك يا قلب رح منعود


شو قولتك يا قلب رح منعود عا أرض في خيراتها ربينا
ليش لا ما دام عنا جنود والرب قوة وعزم عاطينا
ليش لا ما دام عنا رجال للمعركي ويوم الوغى أبطال

معقول! مش معقول نرضى بهيك حال وللمعتدي نترك أراضينا
معقول لا يا قلب مش معقول احتلال الغاصبين يطول
بالعزم بالتضحية بيزول ومنعود والدنيا تهنينا
يا فرحة الكبرى إذا عدنا وما ضل صهيوني يهددنا
والرب في نصرو يأيدنا ومن أذى الأعداء يحمينا
وارجع عبيتي وبوس باب الدار هذا إذا ما كان صفٌى دمار
واعمل عطول المصطبة مشوار وشمشم فنادي شجرة الكينا
واتفقد البيكه مع التنور وشوف كرم التين بعدو بور
وعيش مع اهلي بهنا وسرور غربة وشقا وعزاب يكفينا
ومتل ماكنا بها اجمعنا نزرع ونجني من بساتينا
نزرع حبوب ونشيد عمارات ونبعت خضر للشام سيارات
الليمون عنا صار بيارات وصفى الشجر منتوج يعطينا
يا رب رجعنا على أوطاننا وجازي الزمان اللي غدرنا وخانا
صبراً جميل وغير نصبر مالنا وحاشا إله العرش ينسينا
منظر طفل يرجف برد يدمي الفؤاد من غضبتك يا رب نجينا
منظر طفل يرجف وجنبوا ختيار مكرعن قميصو لا عراوي ولا زرار
وشادر حبالو تقطعت لبعيد طار وأم الطفل غرقوا مواعينا
وشادرحبالو تقطعت صفى بعيد وشدة مطر ورياح مع لمع ورعيد
يا جيش أيمة أرضنا رح تستعيد نعيش بشوادر هيك مافينا
يا جيش أيمة أرضنا بتردها والأعادي عن حمانا تصدها
يا جيشنا شد العزيمة شدها وقول ابشري يا قدسنا جينا


````````````````````````````` 

حتى عوف النشمية 


حتى عوف النشمية نصحوني كتار
هنين إيدون بالمي وإيدي بالنار
مش معقولي إنساها وعيش بلاها
يا عالم بدي اياها وعندي إصرار
لا تحكوا ولا تنهوني مش ممكن توب
شو ما بدكن عدوني وقولوا مجدوب
هيي وحدا المزيوني الما فيها عيوب
هي الحبوها عيوني وألبي الي اختار
بحبا شو بدي سوي وفيها مغروم
وعن حبا ما في قوي تبعدني يوم
هي بالعتمة ضوي هي الزلعوم
هي بقلبي من جوي مكمن أسرار
يخرب بيتك من شانك شو دقت عزاب
التيلي حبٓك ألبي ألبِك كذاب
انتي يلي جرحتيني وجرحي ما طاب
و انت يلي دمرتي حاياتي دمار
تعالي بها العالم جكرا نعمل ميثاق
يوميي نعمل سكرا وجلسة عشاق
كاسي من دونك عكرا وكاسي ما راق
لو ما شفتك عبوكرا جيتك عا الدار




 `````````````````````````````````````````````

ها العطرة بالنصيّة


ها العطرة بالنصيّة عا شبّاك العليّة
معتر ألبي شو نطرا وشو سهرتلا عينيّ
سهرت وإضيت ليالي تا جنبا شوف الغالي
ضاع التعب ما نالي من ها العطرة إصفية
ما صحلّي تربوني شما وحطا ععيوني
يا عالم لا تلوموني كتير بحب النشمية
ما صحلي ولا ورقة تطفي بقلبي الحرقة
ولو تتري علي السرقة كنت سرقت النصية
ما بدي نصاصي وعطور ولالي للحبق ناطور
لكن بدي الست بدور من الشرقة تطل عليّ
اتطل تقللي شوباك بدي أو ما بدي ياك

ويا سمرا حاجتنا علاك وسهر فاضي ليلية
مابدنا سهر فاضي يعيشنا بجو الماضي

لا بيي فيكِ راضي ولا بيك راضي فييّ
شو رأيك بالخطيفة.. جكرا بسلمى ولطيفة
ونقصد شي ضيعة نضيفة بالدولة اللبنانية
قالتلي معك للموت الشغلة ما عاد بدها سكوت
يلا لنقصد بيروت ومنها ع الغندورية
 

 `````````````````````````````````````````````



الخميس، 14 يوليو 2016

الشاعر رياض قاسم إسماعيل

الشاعر رياض قاسم إسماعيل

تحية إلى أرواح شهداء عين فيت


هل ينبغُ الحرفُ في تكريمِ شُهدانــا            أو ينـبُ لفظي و مــا آنسـت عنوانـــا
هل بعد جودَهُــمُ جُــــودٌ نَجــــودُ بـه             هل جُودُ شعري بما جادوه صنوانا ؟؟
أجلّهـــــم من حروف كيف تنصفهم             هي الحـــــروف ترانيــماً و قصدانـــا
هــم المــــلاك بعـــــين الله مكـــــلأةً             يســـــــبحون له حمــداً و شــــــكرانا
و يشـــفعون لمن حـــبّوا بمكرمــــــةٍ             عند الـــــــــــسميع أحــباءً و إخوانــا
في عين فيت رجــالاً ليس يُرهــبهمْ              موتــاً ! تحــدّوه ذلّــوا المـــوت أيمانــا
و سابقـوه فكــانوا بسّلاً ســـــبقوا              ســـَــــــكْراتِهِ عُنوةً فرحاً و رضـوانـــا
يا عين فيت ألا يزهو التراب بهـم ؟              هم مــنك جاءوا وقـد أنجبت أسدانــا
أبنــاء عمــي و أتـرابي و لي أملٌ               أن أرتـــقي عندهـــــم فيطيب لقــيانا
يــا عين فيت و ماؤك ليس يعرفـــه               إلا الذي ذاقــــــه فالتاع ســـــكرانــا
يا عين فيت سأنبت فـــيك زنبـــقةً                في حوض ماءك إذ ما متّ عطـشانا
أو شـــــاء ربي و قائدنا بزلزلــــة                تعيد أرضـــــــي و حقي مثلما كـان
و عدت شوقاً و عكازي يسابقني                يُقبّلً التّربَ, بخّـــــــــــــوراً و ريحانا
معانقاً تربك المعجون في جسدي               ضمّي إليك حـــــبيباً, أنت مثوانـــــا



********************

شو قولكن

شو قولكن
كان الفقر كومات
ومزنرة اخضر بصل
ورغيف طايف من حلا الزيتات
خبزه وزيتونه
وكان الفرح بعوننا ضحكات
شياطين كنا
ولاد مجنونه
مرقو على الفرقه خمس عشرات
متل ال كأنن حلم بعيوني
ومن يومها عم انطر الساعات
تا بوس أرض بلاد مسجونه


********************

لو تعرفو

لو تعرفو

تقرو حروف السيد السوري
ولو تعرفو
إنو الطفل
ببلادنا بيولد بطل
شامخ وأعلى من الجبل
مكتوب ع جبينو:

أنا سوري

لو تعرفو


كيف الصبايا بيولدو حلوين
عطرن أريج الشام
وعقودهن ياسمين
ع خدودهن رسمو العلم
راية نصر
ت نبوّس نجومو الخضر
ويفتّح الجوري


لوتعرفو


كيف الشباب
زنودهن شق الصخر
من بسمتن
طلّ الفجر
كتبو على جبينن سطر
نحنا لسوريّا ندر
نبطي
وكلداني
وآشوري


لوتعرفو

إمّاتنا شربو الدمع `
ما بيذرفو لدموع
بيزغردو بعرس الشهاده
وراسهن مرفوع
وبإيدهن سلّة ورد
ع ولادن يرشو العطر
ويبخّرو
وبخور عطرو يضوع
وبيّاتنا بالمسبحة
يقرو الصمد والفاتحة
وكلمة دعا :
ابني ندرتو لسوريا بخور
يا رب
تقبل عطر بخّوري

هي سوريا
هاي سوريا
منجوع
ما منموت
بيضحك قلب مفجوع
مكتوب عا لوح القدر
ما بتنكسر فيها البشر
وشموع تضوي بيوت
ورجال تروي حكايتا
تاريخها
بصمود
اسطوري
هاي سوريا
لو تعرفو



********************





 قصيدة:

الحلم الضائع


 جفَّ المداد تحجّراً
والريشة الثكلى
يراودها الصدا
ويداي ترتجفان من ثقل الزمان
دنا الرحيل إلى المدى
خمسون عاماً
أرتدي في كل يوم ثوب عيد
آملاً لقيا ترابك بلدتي
وأعيش في رجع الصدى
خمسون عاماً
ظامئاً لنبيذ نبعة قريتي
والحلم يقتله العدا
لو ما ترهّل ساعدي
لوما سيسقط من يدي
لتَواصَلَ الحلم البعيد مُجَدّدَا
حيّكت ثوبي أبيضاً
من زهر آقاحٍ
كقرطاسي
بلا نقطٍ
ولا حرفٍ
وزركشةٍ
وجمعت من وطني تراباً
صرةً
ليكحّلوني حين أجتاح الردى
فلتكتبو في صفحتي البيضا
على كفني
رسائل شوقكم
فلربّما أوصلتها
حين التلاقي في الفضا
أوصدّت كل منافذ الاحلام في عقلي
وزرعت في رحم التراب قصائدي
فإذا نمتْ
أو أثمرتْ
سيكون معراجي
اقطفو من غرسة القلم العتيق فواكهاً
وتنسّمو منها الشذى
ولربّما
حرفٌ سينبت
في ربا جولاني َ الغالي
إذا حمَّ القضا



********************

 قصيدة:

 تحيّة إلى أهلي السوريّين


من الجولان جولاني
اتيت لكم
اصافحكم
اقبلكم
لاق الياسمين لكم
فيا شام العروية انت
انت عرين اوطاني
تعلمنا
حفظنا من طفولتنا
بلاد العرب اوطاني
بلاد العرب تنكرني
وتقتل ورد بستاني
فيا ذلّ العروبة
غدر اخوتنا
تواطؤ أهلا ملّتنا
وتكبير على دمنا
فأصبحنا قرابيناً
وزار الكفر إيماني
سأكتب في مذكّرتي
شآميُ الهوى قلبي
وطرطوسيُ وجداني
وحلبيٌ الشذى عطري
وديريٌ انا شاني
وحمصيُ وحمويُ
سويّدائيّ لاذقاني
من الحسكة وحوراني
فهم اهلي واعشقهم
هنا فرحي وأحزاني
شأميٌ وقد غنّى
ثرى لبنان الحاني
شأميّ وتعرفني
عراقي والفراتان
وفي قدسي صلاح الدين
قال دمشق عنواني
انا عمريت اوغاريت
اشورٍ و سريان
وفي عكا وفي حيفا
وبابل جار كلدان
فمن بترا لبنت جبيل
فينيقي وكنعانيّ
هنا وطني هنا أهلي
هنا عربي و أوطاني
فيا أغراب امّتنا
ويا اعراب قرآني
مللنا من عفونتكم
و حقدالغدر اضناني
لكم دينٌ سأتركهُ
واعبد حبّ ديّاني
محمّدنا به حبٌ
اتمَّ يسوعَ صنوان
نصلّي في كنيستنا
نفدسُ حبّ صلبان
ونركع في مساجدنا
بطاريقاً برهبان
نعانق بعضنا بعضاً
نصيّريٌ و نصراني
فذا لله سجدته
ولي ربٌ بوجداني
نصلّي للأه رضاً
وعين الله ترعاني




بلدي .. يا نسمة صبح

 


بلدي يا نسمة صبح
ع حدود الألم غفيان
يا قطرة ندى تصحي
الفرح بقلب تعبان
بلدي يا شعاع شمس
يخترق نورو المدى السكران
يا وردة جورية عطرها
تغلغل بالروح و الوجدان
بالمروج عصافيرك تطير
و تهدي ع سجر السنديان
فراشاتك الله زينها
بأحلى و أجمل الألوان
هون عريشة و هونيك
بين الخيزران ورد الإقحوان
و السوسنة تنفست و شكرت
ربها الرحمن
و الغيمات تجمعواعم يتسابقوا
يسقوا عشبك العطشان
رب السما من حبو إلك
بنزل مطر بعز حزيران
و ريحة ترابك بعد المطر
خمرة للقلب الولهان
بلدي يا بعد عمري
بأرضك ازرعيني
زهرة بيلسان 

مهداة إلى قريتي عين فيت المحتلة

ياسمين الشام

أفق خفيف .. فلم قصير

تم تصوير هذا المشروع في قرية "عين فيت" السورية التي دمرت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 1967




المشروع لـ « رندا مداح »
مرتفعات الجولان السوري المحتل 2012




سحر هضبة الجولان المحتلة

 ....................

الجولان المحتل بعين المصور المبدع سمير عدوان





























.......................

سنرجع يوماً ..
التوقيع : أبناء الجولان المحتل


 




معمرة من عين فيت








أتابع التلفاز وأصنع المونة بنفسي ولا أضع النظارات


الجولان في القلب

لقاء: سوسن خليفة

الأثنين 15-8-2011


يدهشك حديثها السلس والمركز وتستغرب أكثر عندما تعلم أن عمرها يقارب الـ 95 عاماً وتتمتع بصحة جيدة وذاكرة طيبة وبصرها شبه عادي ولا تضع نظارات، إنها رمزية حيدر الصافي أكبر معمرة من عين فيت كما يسمونها وتقوم بتجهيز المونة للبيت من برغل وقمح وملوخية وعدس.

لن أنسى الجولان

وقد شاءت المصادفة أن نراها وهي تنقي القمح وتقول أحب الجولان وأرض الجولان وإذا ماقدر لي أن أعيش قدر عمري الذي عشته لن أنسى حياتي على أرضه..
وتعود الذاكرة برمزية المعروفة بأم هايل إلى عمر الأربع سنوات حيث تقول: كنت أذهب مع أبي إلى البستان ويكون قد جمع الحشيش في مكان معين ويقول لي يابيّ هون الحشيش خذيه وارميه «برة الحوض» وبعدها كمكافأة يسألني ماذا تريدين وأقول: «حوش لي العنقود يلي على الشمس» وأعني العنب المستوي الحلو.
وتتابع حديثها بالقول: أهلي يشتغلون كل شيء والفلاح يأخذ كل عيلته معه إلى العمل ولايبقى إلا الطفل الرضيع وكان يوجد لدينا ثلاث بقرات للحليب واللبن والطبخ في اللبن من الأكلات المميزة لدينا وأتذكر منزلة الباذنجان باللبن، ونظرت أم هايل إلى كنتها التي تستمع إلى حديثها وقالت هذا الجيل لايعرف أكلاتنا.. إنه يعرف الأكل الحديث على القبان والدقة والمعايير، أكلاتنا ماعادت تعجبهم.
وتتابع أم هايل حديث الذكريات بدقة متناهية وتقول: لم يكن لدينا برادات وبرادنا على مية العين فهي بمثابة البراد نضع الجرة والخضة للبن، نصب المي من الجرة على الخضة حتى تفوش الزبدة على وجه اللبن ونعمل كشكة ونحوش فول وبازليا ولا نشعر بالتعب لأن الأكل طيب والأرض مثل السهل أمامنا كيفما نظرنا نرى الورود، ومما أتذكره وجود 30 نوعاً من الورود أشهرها الورد الجوري الأصلي ذو الرائحة الطيبة.

الكبكة برادنا القديم

وتلتفت أم هايل وتقول لم تسأليني عن براد الطعام وتابعت تقول: لدينا مايعرف بـ (الكبكة) وهي عبارةعن مجموعة عيدان من الخشب مثبتة بشكل طولي وعرضي على شكل مربعات ضيقة لوضع أواني الطعام بعيداً عن النمل والحشرات وتعلق في سقف الغرفة وتتعرض للهواء بشكل مباشر وطبيعي وهذا هو برادنا القديم وهناك «المكبة» وهي مثل «القفة» تصنع من عيدان الشجر مخصصة لأواني الحليب واللبن وطبخ أكلات اللبن وأضافت مازحة الله يهني كنتي لديها البراد وغيره.
والحديث مع أم هايل ممتع جداً، كانت تتحدث معي وتتابع طريقة تحضير إحدى الطبخات على التلفزيون فقلت لها: يبدو أنك تحبين الطبخ حتى الآن، فقالت ضاحكة أتابع كيف يطبخون وإذا كان الشغل بنظافة فهناك من يطبخ على شكل هات إيدك والحقني.. والطبخة إذا لم تكن على أصولها ليست طيبة ويتدخل ابنها بالحديث ويقول والدتي تطبخ حتى الآن وهي تصنع كل مونة الشتاء فتقاطعه بالقول: كنت أشك البامية بالخيطان وأعلقها بمسمار على الحيط حتى تأخذ الهواء بعيداً عن الشمس ونسمي هذه الطريقة «التقديد» وأيضاً أقسم البندورة نصفين وأضع عليها الملح وأعرضها للشمس حتى تجف وأحفظها في مكان نظيف وأضعها في القطرميز.
وأضافت كنا نيبّس التين المشقق لأن صاحب الرزق لايحب أن يبيعه حتى لايكسر السعر، نجففه بوضعه على السطوح وتحته «طقطيعه» وهو حشيش يابس، وبهذه الطريقة كنا نجفف التين.

صنعت تنوراً

وتحدثنا أم هايل عن شدة محبتها لخبز التنور لأنه يذكرها بطفولتها وقريتها في الجولان الحبيب وتقول: أصريت بعد النزوح على صنع تنور بيدي مكان سكني في الشام وقد جلبوا لي «الحقاتة» أي حجر البيت وهو مايعرف بـ «الحال» وخلطته مع الشعر وخيطان القنب وعجنته بالطين ورتبت صف من الأحجار بجانب بعضها بشكل دائري وسكبت معجون «الحال» ثم وضع الأحجار وفوقها «الحال» حتى أصبح حجم التنور الذي أريده وبقيت أخبز على التنور كي يأكل أولادي لأنهم غير متعودين على خبز الأفران، وتضيف أول رغيف خبزته على التنور كان عمري أربع سنوات فقد كنت أجلس أمام ستي وأنظر كيف ترق الرغيف وتضعه على التنور وجعلتني أخبز الرغيف وقالت لي ستأخذيه لأبيك وهي تعرف أن والدي يحبني كثيراً وذهبت إلى البيت وخبأت رغيف الخبز حتى جاء والدي من القنيطرة وقال: من صنع هذا الرغيف قلت أنا وضحك وقال لأمي شوفيها..وبتقولوا لي لماذا أحبها.. وتضحك أم هايل وتقول كان والدي رحمه الله يفضلني على أخوتي لأنني كنت شاطرة بالحكي وأغلبهم وبالعمل أشطر منهم.
ومرت على شاشة التلفزيون الذي تتابعه أم هايل وتتحدث معنا صورة بقرة في الحقل فتحت عيونها ونظرت بقوة وقلنا ما الخبر.. فقالت عندما أرى البقرة أتذكر البقرات التي باعها زوجي- فقد كان لدينا خمس بقرات- ولم أعرف أين ذهب بثمنها!!.

وأم هايل تحمد ربها أنها واعية على كلامها ولم تفقد ذاكرتها؟.

قرية عين فيت.. حكاية عشق لا تنتهي

لمشاهدة الصورة بشكل أكبر أضغط عليها ..